![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() في إحدى المستشفيات كان هناك مريضان كبيران في السن قد أهلك جسديهما المرض والإعياء. كان أحدهما طريح الجسد على سرير بجانب النافذة الوحيدة التي بالحجرة، والآخر كان طريحاً على سرير بنفس الحجرة ولكنه يبعد كثيرا عن صاحبه. كانا لا يقويان على النهوض من السرير ولا حتى النظر لبعضهما البعض، فكانا كل الوقت يقضيانه بالنظر للسقف الذي فوقهما دوناً عن غيره حتى يستردا صحتهما عليهما من جديد، غير أن المريض الذي سريره بجوار النافذة مسموح له بساعة وحيدة بعد العصر الجلوس على سريره بدلا من النوم، بخلاف صديقه الثاني. كان يستغل ذلك المريض هذه الساعة أحسن استغلال حيث أنه كان ينظر للنافذة ويقوم بالشرح والتفصيل والسرد على مسامع صديقه لكل ما يحدث بالخارج… كانت هناك بحيرة على امتداد البصر يملأها البط، والأطفال يلعبون ويلهون حولها حيث أنهم يصنعون القوارب الصغيرة من أشياء مختلفة بألوان مبهجة، ويركضون خلف البط الجميل؛ وهناك النساء تجوب مع أزواجهن على شاطئ البحيرة، وبيوم من الأيام وصف له عرضا موسيقيا، وعلى الرغم من أن صديقه لم يكن يسمع الموسيقى إلا إنه كان يرسم صورة وصوتا في وحي خياله. كانا كلاهما يتطلع لساعة العصر ليسمعا أجمل القصص وليحيا من أجل اللحظة التي سيتم فيها شفائهما وخروجهما لهذه الحياة الخارجية التي تتوقا لرؤيتها والانغماس بها. كانا بكل يوم وليلةٍ على هذه الحال حتى جاءت الليلة التي لم يسمع فيها الصديق البعيد صوت صديقه الذي بجوار النافذة، وعندما حل الصباح جاءت الممرضة التي تهتم بهما فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد فارق الحياة! علم صديقه من خلال محادثة الممرضة على الهاتف لجلب المساعدة لنقل الجثة ووضعها بثلاجة الموتى، حزن حزنا شديدا وبالغا على مفارقته إياه. طلب من الممرضة نقله مكان صديقه بجوار النافذة، وعندما تم نقله تحامل على نفسه ساعة العصر والتي كانا يقضيان بها أجمل أوقاتهما وأحلى ذكرياتهما، واستطاع بمساعدة ذراعيه وساعديه النهوض عنوة وجبرا ليرى ما كان يشاهده صديقه ويصبِّر نفسه على فراقه، وكانت المفاجأة بالنسبة إليه! لقد كانت النافذة تطل على مبنى آخر، كانت النافذة صماء جامدة وليست كوصف صديقه له. وعندما جاءت إليه الممرضة أراد أن يتأكد من النافذة ويسأل عن المناظر التي كان يصفها له صديقه الراحل، وكانت إجابة الممرضة صادمة أكثر بالنسبة إليه حيث قالت له: “إنها النافذة الوحيدة بالحجرة التي أنتما بها، أما عن صديقك فقد كان أعمى! فكيف له أن يرى ويصف لك كل ما تقوله؟! من المؤكد أن كان يرغب في أن يعطيك أملا في الحياة لتتمسك بعلاجك وتتوق ليوم شفائك”. العبرة من القصة : حمل كل من حولنا على التمسك بالأمل حتى وإن كنا فاقدين إياه، فعمل الخير يلزمنا تحقيقه وتنفيذه في كل لحظات حياتنا حتى أثناء رحيلنا عن الحياة، فهو من سيدوم ويبقى زخراً لنا . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
أعطي الامل لمن حولك حتى لو كنت فاقداً إياه .
-||-
المصدر :
منتديات آهات القلوب
-||-
الكاتب :
سـارهـ!
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |