|
-==(( الأفضل خلال اليوم ))==- | |||
أفضل مشارك : سحر الأنوثة | أفضل كاتب : admin | ||
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
حلم ليله صيف
في حقبه منصرمه من الزمن ،حيث البساطه والأجواء الهادئه في قريه ليست
ببعيده عن العاصمه …كانت وسيله الترفيه الوحيده حينها هي المذياع وليس من اليسير الحصول علي ثمنه الباهظ أنذاك كان شباب القريه يجتمعون بمنزل العم ابو طلال كان المنزل من بيوت الطين كان ذلك قبل البنايات الحديثه ذات الطوابق المتعدده حياه بسيطه وقلوب نقيه وعلاقات دافئه اذا مرض احدهم بادر الجميع للزياره والقيام بالواجب علي اكمل وجه وكذلك الحال في الافراح والاحزان وكلن ابو طلال ميسور الحال يعمل بالتجاره وزوجته رقيه كانت ماهره في الحياكه وتخيط لعائلتها الثياب ذات الذوق الراقي ولا تتواني عن تلبيه رغبه احداهن في ان تحيك لها فستان تتباهي به امام اقاربها ابو طلال اب لاربعه شباب وهم طلال ونايف وخالد وفهد اما الاناث فهن اثنتان حصه وموضي وقتها لم يكن هناك مدارس وآثر العم ابو طلال ان يحضر شيخاً يعلمهم القراءه والكتابه ويفقههم في امور دينهم وكان جار ابو طلال رجل بشوش الوجه اسمه سعد وكان سعد اسم علي مسمي دائم التبسم ولا يمل من مساعده من يطلب منه اي امر كبير كان او صغير كان يعمل مزارعاً وبالكاد يحصل علي كفاف يومه ورغم ضيق ذات اليد كان اباً حنوناً لأربعه بنات وهن فوزيه وعهود وامل ومنيره توفيت زوجته بعد ولاده منيره ببضع شهور وكانت رقيه زوجه ابو طلال تهتم لامر الفتيات ومن آن لآخر ترسل اليهن بعض الطعام والحلوى وتحيك لهم فساتين العيد ورغم كل ذلك كان فقد الأم ليس بسهل عليهن ولا علي الاب سعد كان يعود كل يوم من الارض التي يزرعها منهكاً مثقلاً بالهم حزيناً لفراق زوجته وحال بناته واحساسه باحتياجهم الشديد لوجود امهم الراحله رغم كل محاولاته ان يحاول ان يسد الفراغ التي تركته وفي ليالي السمر كثيراً ما نصحه ابو طلال بالزواج ولكنه كان يرفض بإصرار وكان رفضه خوفه علي بناته من ان يأتي اليهن بزوجه اب تذيقهم انواع العذاب فكان لا يدخر جهداً كي يمنحهم كل المشاعر التي تنقصهم بينما هو في امس الحاجه لمن يحنو عليه ويشد من أزره وكان المتتفس الوحيد لسعد هو الذهاب لدكه ابو طلال وسماع المذياع كلما اتيحت له فرصه ومرت خمس سنوات علي هذا المنوال حتي اصبحت بيوت الطين بنايات من حجر واصبح للمذياع منافس هو التليفزيون وتوقفت رقيه عن حياكه الثياب وازدهرت تجاره ابو طلال واشترى سياره تليق بمكانته الجديده والتحق ابناؤه طلال ونايف وخالد وفهد بالمدارس ثم الجامعات حتي بنات سعد فوزيه وعهود وامل ومنيره التحقن بالجامعه وكانت كل واحده منهن تطمح لأن تحقق حلم الاب سعد الذى انهكه المرض وصار طريح الفراش بأن يتخرجن ويحصلن علي وظائف مرموقه ورغم مرور السنوات الا ان ابو طلال لم ينفك ان يطلب من سعد الزواج متذرعاً بأن البنات مصيرهن للزواج ولن يجد حينها من يهتم فيه وكان رد سعد الذى لم يتغير منذ وفاه زوجته انا واثق انني لن اكون وحيداوبناتي سيكونون لي عوناً وسند اما حصه وموضي بنات ابو طلال لم يكملن الدراسه لانهم مدللات ولا يعلمن عن الطموح الا الزواج من تجار كأبيهم وكان ما أرادوا تزوجو بعمر مبكر وأنجبن أحفاد لابو طلال وتخرج ابناء ابو طلال وكان طلال اكثرهم اجتهاداً فابتعث للخارج للحصول علي الماجستير ونايف اصبح ذراع ابيه اليمين في التجاره بعدما بدأ المرض يزحف للاب خالد تخرج من الكليه الأمنيه وأصبح ضابطاً اما فهد فكان المدلل والمفضل لقلب ابيه ولكنه فشل بدراسته وطالما كانت الام رقيه تنصحه عن الابتعاد عن رفاق السوء والسهر لساعات متأخره دون جدوى لم ينسي سعد كلمات ابو طلال له علي مر تلك السنوات بأن يتزوج لينجب ذكوراً تعينه وتعاونه ولكن سعد كان علي يقين تام بأن بناته لن يخذلنه وأنهن سيصيرن افضل من الرجال ماتت رقيه زوجه ابو طلال بعد ان انهكها المرض والحزن علي ما آل اليه حال فهد من جراء الاستهتار ورفقه السوء حتي صار مدمناً وعجز طلال وهو ذو المنصب المرموق بالشرطه ان يعيد فهد الي قوامه وكان قد وصل الي اقوى مراحل الادمان فأدخلوه مصحه لكي يتعافي من ذلك الابتلاء وكان يستجيب للعلاج وعندما يغادر المصحه يعود لسابق عهده ليدخلوه من جديد كان ذلك الامر يحز في نفس ابو طلال وخاصه ان رقيه فارقت الحياه بسبب ما وصل اليه فهد من فساد تخرجن بنات سعد الواحده تلو الاخرى وقبل ان تحصل علي وظيفه تزوجت فوزيه ولكنها لم تتوان عن زياره ابيها بشكل مستمر وخدمته وتلبيه كل طلباته وكان سعد يردد بينه وبين نفسه لم يكن حلمي صعب المنال اما عهود فصارت معيده بنفس الجامعه التي تخرجت منها وامل فور تخرجها افتتحت محلا لبيع الملابس وهي التي طالما علمتها رقيه الخياطه حتي اصبحت هوايتها بجانب الدراسه وصار المحل سلسله محلات نظرا لمهارتها الفائقه في ذلك المجال اما منيره فتخرجت وصارت مهندسه كمبيوتر وكانت الفتيات الاربع يتنافسن في خدمه اباهم سعد والقيام بكل مايحتاج دون ان يطلب كانت كل واحده بمثابه الام والابنه لسعد الذى انفق عمره في مراعاه شعورهم بفقد الام وتحمل مهمه تربيتهن الي جانب عمله المرهق في الزراعه بينما ابو طلال الذى طالما تفاخر بأبناؤه الرجال كان يعيش وحيداً بعد ان تزوج طلال ونايف وخالد وكانوا يأتون مع زوجاتهم كل يوم جمعه لزياره خاطفه لا تتعدى الساعه وعندما يطلب منهم البقاء كانت الاجابه لانملك الوقت واشغالنا كثيره متعللين بأنهم احضروا له ممرض وعامله منزليه للقيام بخدمته ولكنه كان يحتاج لشيء اهم الدفء والحنان وهو الذى كان يتفاخر بانه اب لاربعه رجال اما بناته حصه وموضي كانوا يأتون لزيارته باستمرار وكان يطلب منهم زياره فهد للاطمئنان عليه لان اخوانهن لم يعودوا يكترثوا لامره ……………………….. وذات يوم ذهب ابو طلال لزياره سعد وطال الحديث بينهم واخذا يتذكران الايام الخوالي وجلسات السمر بالقريه وحين انتهت محادثه الذكريات شرد ذهن ابو طلال لبرهه وسأل سعد: اخبرني هل أتوا لك بناتك بممرض مثلما فعل أبنائى فتبسم سعد رغم حزن واضح بعيناه قائلاً: الم اخبرك سابقاً بأن بناتي أفضل من الرجال وكنت تسخر من هذا الرد الذى لم يتغير كلما طلبت مني ان اتزوج لاجد من يهتم بي؟ أابشرك بناتي هم من يقمن بخدمتي وتلبيه طلباتي حتي قبل ان اطلبها لم يجحدن سنوات انفقتها في خدمتهن ومنحهن الحب الذى افتقدنه بموت امهم لقد غرست في قلب كل منهن بذور الحنان وحان الآن وقت القطاف وكما ترى لا ينقصني شيء وأعتقد انني لو تزوجت اربع نساء وليس واحده لن يستطيعن القيام بما مايقومون به نحوى وهنا لم ينبس ابو طلال ببنت شفه وغادر منزل سعد الي بيته يجر أذيال الاحباط بعد ما لمس الفرق بين وضع سعد ووضعه ليتمتم قائلاً صدقاً البنات ذخر وفخر وحنونات الي الممات وبماذا سيفيد الندم؟ هيهات كم كنت مخطيء بحق سعد وطالما كررت عليه تفاخرى بابنائى الرجال وهاهو بصمت حطم بفأس الواقع تماثيل من الوهم شيدتها بغفله من الشعور وخلد الي النوم منهك الفؤاد حزيناً علي عمر أفناه في ادخار ابناؤه للزمن ولكن لم يعد رصيده كافي مقارنه برصيد سعد الضخم ولن يفيد الندم بعدما تجرع وحيداً كأس الوحده اللهم من زياره ابنتيه التي كانت تريح ضميره نسبياً مقارنه ببنات سعد وبينما هو غارق في النوم في تلك الليله من ليالي الصيف حلم بصوت المذياع وتجمع بعض اهل القريه واولهم سعد حول المذياع كعادتهم ايام بيوت الطين افاق من نومه مندهشا وصوت سعد يناديه يابو طلال يلا نبي نسمع الرادو وصوت رقيه زوجته من الداخل تخبره بأن عشا الرياجيل جاهز وأكملت حياكه اثواب العيد لصغارها الاربعه فالعيد علي الابواب كان حلماً وأفاق منه مندهشاً ليحتضن سعد بعدما قال له وشفيك يارجال نمت وحنا نسمع الأخبار وعييت لا تقوم ليعانق ابو طلال سعد قائلاً ياويلك تعرس وتجيب لبنياتك زوجه أب وكان كل ما قرأتم حلم ليله صيف للمزيد من مواضيعي
|
|
|
|