تغرقُ وسادتكِ غرقاً لذيذاً , تشربُ من أنفاسكِ كأساً يُسكرُ الظمأ سكراً أبدياً

تستيقظينَ صباحاً وردياً , تشرقينَ شمساً , ك ربيعِ نيسان الحالم
تبعثينَ الأشعة البيضاء من جبينكِ , و تمطرين وسادتكِ ب غيومِ ثغركِ , أنفاساً غزيرة
تغرقُ وسادتكِ غرقاً لذيذاً , تشربُ من أنفاسكِ كأساً يُسكرُ الظمأ سكراً أبدياً
أنفاسكِ سمادٌ يثيرُ أرض الوسادة , يُنبتُ الوردَ بساتينَ صاخبة , ترقصُ على نغمِ شهيقك
تنزرعينَ شجرَ خيزران فوقَ سريركِ , تمررينَ أصابعكِ المائية ب خصلاتِ ليلكِ الغجري
تتساقطُ البتلاتُ الملقحة ب رائحة شعركِ المغرية , يلقمها سريركِ الجائع بكِ
يتحولُ لسهلٍ ريفي , يرتدي لكِ الأبيضَ فستاناً تطارده الفراشات .


تحطُّ الطيور الصغيرة فوق كتفكِ , تغني لكِ أغنية فيروزية
تهمسُ لكِ : (نسّم علينا الهوا من مفرء شفاتكْ ) ..
تستخلصُ القليلَ من أشياءِ شفتيكِ الحالية , تصنعُ بها كوزَ صباحٍ محلّى
تضعينَ كفّكِ حول الكوز ف يصبحُ رجلاً نبيلاً , ينبضُ قلبه ك قلبي الذائب
تمررين شفتيكِ بأطرافه , ف ينبتُ العشبُ المتمائل , تلالاً قطنيّة
ترتعُ فوقه قطعانُ الكلماتِ الراكضة نحو نبعكِ البارد .

تقفينَ أمامَ مرآتكِ المتغطرسةُ غروراً بإحتوائك , تتجملينَ ل يومِ ربيعٍ جديد
تضعينَ الأحمرَ أوراقَ توتٍ تأكلُ من وجنتكِ , تتغذى من سكّرها الخالص
تصنعينَ الظلالَ ل عينيكِ , ل يلعبَ تحتها الأطفال , و يطيّرون أسرابَ الضحكات
تصففينَ شعركِ الماطر , تسكبينَ من عطرِ يديكِ غيوماً متشابكة
تمطرُ الجمالَ الوارفَ بوجه مرآتك , تزرعُ حقولَ الوردِ الرقيق
يسقطُ الوردُ فوق كتفيكِ , يغنّي لكِ الأغنيات الدرّاجة

يهمسُ لكِ : (نسّم علينا الهوا من مفرء شفاتكْ ) ..

للمزيد من مواضيعي