#1
|
||||||||
|
||||||||
اجتنبوا كثيرا من الظن
من الظواهر الاجتماعية السلبية ظاهرة سوء الظن بتصرّفات الآخرين، وسوء الظن هو تغليب جانب الشّر على جانب الخير، في حين أنّ التصرّف الذي وقع فيه سوء الظن يحتمل الوجهين معًا، وهو مما نهت عنه الشريعة الإسلامية الغراء كتابًا وسنّة، قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ … ï´¾ 1. فرجم النّاس بالظن مما قد يوقع الظانّ في الإثم، لا سيما إذا أطلق لخياله عنان التصوّرات والاحتمالات والأوهام وأخذ يلصق بالناس المعائب والتهم جزافًا وهم منها برآء، وذلك لأنّ التصرفات الصادرة من الآخرين على ثلاثة أوجه، وبعضها وإنْ لم يكن وجه الخير فيها بارزًا لكنّها ليست كلها سيئة. الوجه الأول أنْ يكون ظاهر التصرف هو الخير، وعليه فلا بدّ من حمل هذا التصرف على نفس الوجه الظاهر منه، فلا يجوز أن يحمل على محمل سيء، فمثلاً لو أنّ أحد المؤمنين كان مشهورًا بالإنفاق في وجوه الخير والبر والإحسان، فظاهر هذا التصرف منه هو الخير، فلا بدّ من حمله على هذا الوجه، فلا يجوز لأحد أنْ يدّعي ويقول بأنه إنّما ينفق في الوجوه المذكورة بهدف السمعة والشهرة ولكسب المنزلة والمكانة في قلوب الناس، وذلك لأنّه حمل لتصرّفه على خلاف ظاهره، والمطلوب هو الحكم على الأعمال والتصرفات حسب ظاهرها لا على نيات أصحابها ودوافعهم لفعلها ما دام ذلك غير ظاهر لنا، للمزيد من مواضيعي
|
|
|
|