جت تكحلها وعمتها

مشآعر · #1 12-16-2021, 11:12 PM

جت تكحلها وعمتها

كتبت مقالا سابقًا حذرت فيه من تمادي النساء في تغيير خلقتهن أنفًا وخدودًا وشفايف وشعرًا وبقية ما يمكن تغييره في الجسم من أعضاء، ووضحت في ذلك المقال أن كثيرًا من النساء من يلعب بهن أطباء التجميل في تزينهن وينتهي بهن الأمر إلى حالة من التشوه غير المرغوب فيه، ويدخلن في حالة نفسية سيئة وبالتالي ينطبق على كل واحدة منهن المثل القائل «جت تكحلها عمتها»، والحقيقة الذي جاء يكحلها وعماها هو طبيب التجميل، لكن بالنسبة له هذا مصدر رزق ولا يلحقه شيء من العمى بعد التكحيل، وهناك فنانات معروفات هن اليوم يعانين من وجوه مشوهة وبعضهن اختفى لهذا السبب لأن عمليات التجميل ليست عملية عضوية تنتهي بالشكل النهائي بعملية واحدة، إنما عمليات تقتضي الاستمرار والمتابعة ثم الإخفاق في العودة للوجه الطبيعي والسر في ذلك كما حدثني أحد أطباء التجميل أن أي طبيب تجميل لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يعرف النسبة والتناسب بين ما يريد تجميله مع المساحة الكلية للوجه وإن كان هناك حالات نادرة فيما يخص الأنف قد تنجح لاعتبار أن الأنف الأقل تشوهًا، ناهيك عن الاستنزاف المالي وتكرار العمليات واستغلال النساء، والوحيد الذي يمكن أن يضحك على المرأة وهي مقتنعة هو طبيب التجميل لأنه في نظرها رجل أولاً وإنه مرآتها الطبية (لاحظ.. أنه ليس هناك طبيبات تجميل كثير ومعظمهم رجال) ويتضح لي مع الزمن أن مثل هذه الأعمال دون الحاجة إليها طبيًا إنما هي تغيير لما خلق الله عليهن النساء كما قال تعالى (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) فهو بهذا الوصف القرآني من عمل الشيطان بالإضافة إلى أنه باب من أبواب الإسراف المالي والمسرفون إخوان الشياطين.

إن المرأة من طبعها أنها تريد أن تُظهر للناس ما يجذب النظر إليها وهو عند المرأة -أي امرأة- مطلب فطري لكنها بعملها هذا تعمل عكس الجاذبية الفطرية التي يبحث عنها أي ناظر سواء كان رجلًا أو امرأة حيث هي بعملها هذا تتحول إلى منظر غير طبيعي وأن وجهها يتحول إلى لطع ورقع وأن كل من ينظر إليها يتذكر كل عمليات الترقيع (التجميل) من شفايف منفخة وخدود كجبال السروات وأنف مائل شبيه بمنحدر الطائف وحواجب كممحاة السبورة وشعر كله توصيلات لو انتزع تتذكر صورة أحد لاعبي كرة القدم، وكل ذلك مؤقت وغير نهائي والسؤال لماذا تعمل المرأة كل ذلك الترقيع؟ إنها قد تخفي جمالها الطبيعي الجذاب الذي خلقه الله وهو الأريح للنفس الذي يبحث عنه الرجل أو وجهًا فيه من الخلقة الطبيعية ما ترتاح له النفس حتى ولو لم يكن بذلك الجمال وأنصح دائمًا من تريد أن تتزوج أن تظهر لزوجها بجمالها الطبيعي مع شيء من المكياج دون الحاجة للترقيع، أقصد التشويه بالعمليات لأن الزواج حالة دائمة وليست مؤقتة كالذهاب للمناسبات، وأنا لا أقصد بكلامي هنا وتوضيحي أي من العمليات التجميلية ذات البعد الطبي الجراحي التي يتحقق عنه ما يصلح حال الإنسان رجل أو امرأة ولا أقصد التجميل المكياجي الطبيعي إنما التجميل التشوهي الذي يلحق المرأة وفيه من الضرر النفسي والجسمي والاجتماعي والاقتصادي ما الله به عليم.. كفو عن التلاعب فليس هناك خلقة مثل خلقة الله.

صالح عبدالعزيز الكريّم