ألقت الموضة بصماتها على الثوب السعودي فوصل إلى مراحل متقدمة في عالم الأزياء، ففي السابق كان الثوب زيّا تقليديا ثابتا وموحدا للشباب، وكان يحمل ألوانا محدودة وهي الأبيض وهو اللون الأساسي لدى الجميع وأيضا وجدنا اللونين الأسود والبني يطرحان نفسيهما بقوة في بعض المواسم.
والأشكال إن اختلفت تظل متشابهة لأن الأساس موحد، فإن أدخلت عليه بعض الإضافات نجدها ليست إلا تغييرات بسيطة في الأكمام أو الأزرار فقط، ولاتعد اختلافا كبيرا عن الزي الأساسي، فكان التغيير في ما مضى هو ارتداء أنواع أخرى بعيدة عن الزي السعودي مثل الثوب الإماراتي أو العماني، كل هذا رغبة في التغيير والظهور بشكل جديد.
من أجل هذا وجدنا الآن توسعا كبيرا في تصميم الثوب السعودي نفسه، فظهرت لنا عدة أشكال، وموديلات وتصاميم متنوعة ومختلفة تماما عن الزي الرسمي، فاختلفت الخامات وأدخلت عدة ألوان وظهرت حركات جديدة في الأكمام والأزرار، وتنوعت الأقمشة من قطن وحرير وكتان، ولم يعتمد هنا على قطعة واحدة فقط كما في السابق، بل أدخلت عدة أنواع مع بعضها، وظهر الثوب المطرز بالخيوط والرسومات حول الأزرار الأمامية والأكمام ومن الخلف أحيانا، هذا بالإضافة إلى بعض الإكسسوارات والتفاصيل المتفرعة، وبعضها يكون بكم قصير يصل إلى المرفق.
أي أن الثوب السعودي أصبح الآن يواكب التطورات من اجل إرضاء الشاب العصري الذي لديه شغف كبير بالتميز، وميول كبير لكل ما هو عصري وجديد بالإضافة إلى حب التغيير والرغبة في السير مع الموضة والظهور بشكل مختلف.
وبجانب هذه الفئة نجد آخرين يعتزون بالزى السعودي الرسمي والتقليدي، والبعيد عن الإضافات والمبالغات وهذا الاختلاف يرجع إلى شخصية الشاب نفسه وميوله، فالمصممون أبدعوا في الثوب السعودي وأخرجوه من شكله العام المتعارف عليه، فأخذ عدة اتجاهات، منها ما يتناسب مع طبيعة الشاب، ومنها ما يتعارض مع شكله الخارجي سواء كان من ناحية اللون أو المبالغات، فهناك ألوان قد تكون غير مناسبة كما أن هناك تشكيلات مبالغ بها وموديلات غير مرغوب بها، وأيضا (المخصرة) التي تبدو قريبة جدا من الزي النسائي، فكل هذه لا تتوافق مع طبيعة الشاب. فالتغيير مهم، وخطوط الموضة اتسعت والشاب باستطاعته السير مع الموضة، بشرط أن تكون هذه الموضة مناسبة. لا تخل بالهوية الشخصية للثوب العربي السعودي المتميز.
للمزيد من مواضيعي