|
#1
|
|||||||
|
|||||||
الحج وجوبه وفضائله.
الحج وجوبه وفضائله. أن الحج يهدِم ما كان قبله من الذنوب، روى مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة إسلامه، وفيها: فَلَمَّا جَعَلَ اللهُ الإِسْلاَمَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي ، قَالَ: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟!»، قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ: «تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟» ، قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قال: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْـحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟»[1]. وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»[2]. ثانيًا: أن الحج أفضل الأعمال بعد الإِيمان والجهاد، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أَبِيْ هريرة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيِمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ»،قِيَلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيِل ِاللهِ»، قِيَلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُوْرٌ»[3]. ثالثًا: أن النفقة في الحج يُضاعَف الأجرُ لصاحبها كما يضاعف أجرُ المجاهد، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث بُرَيْدَة َرضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «النَّفَقَةُ فِي الْـحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ»[4]. رابعًا: أن الحج إذا كان خالصًا لوجه الله، وموافقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم،وكانت نفقته من كسب حلالٍ طيب، فجزاؤه الجنة؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أَبِيْ هريرة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْـحَجُّ الـْمَبْرُوْرُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْـجَنَّةُ»[5]. خامسًا: أن الحج والعمرة من أعظم أسباب الغنى؛ روى النسائي في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْـحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالْذُّنُوْبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيَرُ خَبَثَ الْـحَدِيْدِ»[6]. سادسًا: أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ؛ كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ»، قَالَ حُسَيْنٌ: فِيمَا سِوَاهُ [7]. وفضائل الحج ومنافعه الدينية والدنيوية كثيرة جدًّا، وقد أشار الله إليها بقوله: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾. للمزيد من مواضيعي
|
|
|
|