|
#1
|
|||||||
|
|||||||
سبعة يظلهم الله بظله
في يوم القيامة تدنو الشمس من الخلق، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيْه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا ، وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا اليوم فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ » . أخرجه البخاري ومسلم
ويوم القيامة يوم عظيم هوله، شديد كربه، حذر الله منه عباده وأمرهم بالاستعداد له، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظيمٌيَومَ تَرَونَها تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَملٍ حَملَها وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُم بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَديدٌ﴾ [الحج: ١-٢] ففيه يجمع الله الخلائق ليجزي كل عبدٍ جزاءه قال تعالى :﴿وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ لِيَجزِيَ الَّذينَ أَساءوا بِما عَمِلوا وَيَجزِيَ الَّذينَ أَحسَنوا بِالحُسنَى﴾ [النجم: ٣١] ولكن وعد الله بعض عباده المؤمنين الذين صفت عقيدتهم، وزكت نفوسهم، وراقبوا الله في سرهم وعلانيتهم، بأنهم سيكونون في كنفه وحياطته ، يظلهم بظله يوم لا ظلٍ إلا ظله في ذلك اليوم . فمن هم ؟ وما هي صفاتهم ؟ الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » متفقٌ عَلَيْهِ. في هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم من هم السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة وهم : إمامٌ عادل : إمام نصب ليرعى مصالح المسلمين وينظر في أمورهم ، فعرف حدوده ، في غير إفراط ولا تفريط ،وحكم بالعدل، وكان أمينًا على أرواح وأموال الناس ، لم يفرق بينهم، ولم يجور على أحد، ولم يعظم أحد بسبب غناه أو جاهه ، ولم يحقر أحد بسبب فقره أو ضعفه . شاب نشأ في طاعة الله : الشاب الذي نشأ في طاعة الله واستمر على ذلك ، فلم يميل ولم ينحرف ولم تغلبه شهواته ، بل لازم عبادة الله سبحانه وتعالى. رجل قلبه معلق في المساجد : رجل حببت إليه المساجد ، كلما فرغ من صلاة إذا هو يتطلع إلى صلاة أخرى، فيحافظ على صلاته في المسجد على أوقاتها. رجلان تحابا في الله : هم رجلان أحبا بعضهما محبة صداقة صادقة خالصة لله تعالى ،يكون سرهما في طاعة الله، وجهرهما في مرضاته، لا يتناجيان في معصية، ولا يسران منكراً، ولا تسعى أقدامهما إلى فسق أو فجور، تجمعهما رابطة الدين وحبه، وتفرقهما الغيرة على الدين . رجل دعته امرأة ذات منصب : رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال لنفسها لفجر بها، ولكنه كان قوي العفة، طاهر العرض ، فصدها عن غيّها وزجرها عما تبغيه منه ، خوفًا من الله تعالى . رجل تصدق بصدق فأخفاها : رجل ينفق في سبيل الله، لا يبتغي من الناس جزاءً ولا شكوراً. رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه : رجل خلا بنفسه فتذكر عظمة الله عز وجل ونعمه، أو تذكر الآخرة ورهبة العذاب العظيم ، أو تذكر ذنوبه وأخطائه ..ففاضت عيناه طمعا في رحمة الله وغفرانه . للمزيد من مواضيعي
|
|
|
|