|
#1
|
|||||||
|
|||||||
الفرق بين الهمزة واللمزة
الفرق بين الهمزة واللمزة وردت أقوالٌ كثيرةٌ في التفريق بين لفظتي الهمزة واللمزة ومنها: قال ابن عباس: همزة لمزة: طعّان مِعياب. قال مقاتل: الهمزة: الذي يعيبك في الغيب، واللمزة الذي يُعيبك في الوجه. قال سفيان الثوري: يهمز بلسانه ويلمز بعينه ومثله قال ابن كيسان: الهمزة الذي يؤذي جليسه بسوء اللفظ، و اللمزة الذي يومض بعينه ويشير برأسه ويرمز بحاجبه. قال الربيع بن أنس: الهمزة يهمزه في وجهه، واللمزة من خلفه. قال ابن زيد: الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم. عليه فإنّ الهمز يكون بالحديث عن شخصٍ ما أو نقده بوجهه علناً بالشيء الذي يكرهه، واللّمز بالمثل أيضاً ولكن يكون بالسر ودون علمه، وتختلف أشكال الهمز واللمز كابتسامةٍ ساخرةٍ أو إشارةٍ بالعينين أو الحاجبين أو الفم أو اليدين، وغيرها من التعابير اللفظية، كما أنّ الهمز يكون بالإساءة بالفعل واللفظ، بينما اللمز بالإشارة والإيماءات. دواعي الهمز واللمز : الانتقاص من الآخرين لرفع الذات والزهو بها. الشعور بالحقد والحسد والغيرة. التسلية بنهش أعراض الآخرين. الضحك والسخرية من الآخرين. الانتقام. عقوبة الهمّازواللّماز: قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} و{وَيْلٌ} أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب {لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله. فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله. قال الله في بيان عقوبتهم: {كَلا لَيُنْبَذَنَّ} أي: ليطرحن {فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} تعظيم لها، وتهويل لشأنها. ثم فسرها بقوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} التي وقودها الناس والحجارة {الَّتِي} من شدتها {تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ} أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب. فيلقى بهذا الشقي في نار الله -تعالى- الموقدة، التي تصل إلى أعماق الأفئدة والقلوب، فتحيط بها، وتنفذ إليها، فتحرقها إحراقاً تاماً. وخصت الأفئدة التي هي القلوب بالذكر؛ لأنها ألطف ما في الأبدان وأشدها تألما بأدنى أذى يصيبها، أو لأنها محل العقائد الزائفة، والنيات الخبيثة، ومنشأ الأعمال السيئة، التي استحق هذا الهمزة اللمزة بسببها العقاب الشديد. ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة {فِي عَمَدٍ} من خلف الأبواب {مُمَدَّدَةٍ} لئلا يخرجوا منها فـ{ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (20) سورة السجدة. نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية. والتعبير بقوله: {هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} يدل على أن تلك الصفات القبيحة، كانت عادة متأصلة فيهم؛ لأن اللفظ الذى بزنة فُعَلَة -بضم الفاء وفتح العين- يؤتى به للدلالة على أن الموصوف به ديدنه ودأبه الإِتيان بهذا الوصف، ومنه قولهم: فلان ضُحَكة: إذا كان يكثر من الضحك. وهذه صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية حين تخلو من المروءة وتعرى من الإيمان. والإسلام يكره هذه الصورة الهابطة من صور النفوس بحكم ترفعه الأخلاقي، وقد نهى عن السخرية واللمز والعيب في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، من أمثلتها ما ورد في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات. قال أبو عبد الله الأنطاكي: أشر مكنة الرجل البذاء، وهو: الوقيعة منه، وهي الغيبة؛ وذلك أنه لا ينال بذلك منفـعة في الـدنيا ولا في الآخرة، بل يبغضه عليه المتقون، ويهجره الغافلون، وتجتنبه الملائكة، وتفرح به الشياطين. والغيبة والنميمة قرينتان، مخرجهما من طريق البغي، والنمام قاتل، والمغتاب آكل الميتة، والباغي مستكبر؛ ثلاثتهم واحد، وواحدهم ثلاثة؛ فإذا عود نفسه ذلك: رفعه إلى درجة البهتان، فيصير: مغتاباً، مباهتاً، كذاباً؛ فإذا ثبت فيه الكذب والبهتان: صار مجانباً للإيمان. فيا من تعيب الناس في زيهم وملبسهم، وخَلقهم وخُلقهم {لَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } (11) سورة الحجرات. لا تظهر عيب أخيك فيظهر الله عيبك، ولا تفضح أخاك فيظهر الله سوأتك، واشغل نفسك بعيبك فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس. والله المستعان. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الفرق بين الهمزة واللمزة
-||-
المصدر :
منتديات آهات القلوب
-||-
الكاتب :
سيدة الورد
|
|
|
|