|
#1
|
|||||||
|
|||||||
القلب الموصول
هذا القلبِ الذي يشعر بالبُعد؛ ليس بُعدًا عن حبيبٍ قد تعلَّق به، وليس بعدًا عن وِصالِ ما لم ينلْ من الآمال والأمنيات والأحلام؛ وإنما بعدٌ عن طريق الوصل بخالقه سبحانه. إن أذنبتَ فتُبْ، وإن أسأتَ فاستغفِر. لا تجعل الحبلَ الموصول بينك وبين خالقك يبلَى أو يتلاشى مع كثرة الانغماس في الدنيا، دائمًا قوِّه، أَعِدْ جَدْلَه، أحسنْ وصلَه بكل ما يحبُّه الله منك، وكلُّ ما تسعد به حقيقةً هو ما يريده الله منك؛ فما خلقك ليُشقيَك، أو يُبعدَك عن سعادتك وهنائك، أو يُكثر عليك البلايا والمحن؛ إنما ليصطفيَك وينقِّيَك من كل ما يُكدِّر فؤادك، ويحفظك ويقويَك، ويثبِّتك ويربِطَ على قلبك؛ لتكملَ المسير. كنا نسمع منذ الصغر مقولةً قد لا يفهمُها البعضُ؛ بل قد لا يفهمها إلَّا من عاينها: "القلب الموصول بالله ساكنٌ وقور". أي سكونٍ هذا؟ هل هو سكون الرضا، أم التوكل، أم حُسن الظَّنِّ بالله، أم هو سكون المعيَّة؟! نعم، استشعار المعية يجعل قلبك يشعر بالسكون، ويهَبُ نفسَك الوقارَ، ويُشعِر كلَّ مَن يتعامل معك بهيبتِك، ليست هيبةً مُصطنعة أو نتيجةَ تحصيلِ مالٍ أو جاه أو دنيا بأكملها؛ إنما هي "هيبة الوصل". أيُّ دنيا تجعلنا نتنازل ولو عن معنى واحدٍ من معاني القرب الحقيقية؟! أي حبل دون حبلِ الله يجذِبُنا إليه؟! أي هوان نعيش في البعد؟! بل أي عيش في الهوان؟! مَن أحسَّ بلذَّة القرب، هانت عليه الدنيا بأسرها، شعر أنه في وادٍ وجميعُ البشر في وادٍ آخرَ إلا مَن رحم ربي، ﴿ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾ [ص: 24]. هناك مؤثراتٌ خارجية، لا ننكر هذا، وهناك تعلُّقٌ لا إرادي، لا نُنكِره أيضًا؛ إنما نحن نتحدث الآن عن حياة أخرى تستطيع عيشَها وسط هذا الزِّحام النفسي والضغط العصبي؛ بل وجميع المُنغِّصات بكافة أشكالها، إنها "حياة القلوب". نعم، فالحياة الطيِّبة هي حياة القلوب، ليست فقط حياةَ وراحةَ الأبدان التي تَبِيد وتفنى مع مرور الزمان والمُتغيِّرات، إنها حياةُ الأرواح المُعلَّقة بخالقها: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]. دُمتُم في طاعة. عن هذا القلبِ الذي يشعر بالبُعد؛ ليس بُعدًا عن حبيبٍ قد تعلَّق به، وليس بعدًا عن وِصالِ ما لم ينلْ من الآمال والأمنيات والأحلام؛ وإنما بعدٌ عن طريق الوصل بخالقه سبحانه. إن أذنبتَ فتُبْ، وإن أسأتَ فاستغفِر. لا تجعل الحبلَ الموصول بينك وبين خالقك يبلَى أو يتلاشى مع كثرة الانغماس في الدنيا، دائمًا قوِّه، أَعِدْ جَدْلَه، أحسنْ وصلَه بكل ما يحبُّه الله منك، وكلُّ ما تسعد به حقيقةً هو ما يريده الله منك؛ فما خلقك ليُشقيَك، أو يُبعدَك عن سعادتك وهنائك، أو يُكثر عليك البلايا والمحن؛ إنما ليصطفيَك وينقِّيَك من كل ما يُكدِّر فؤادك، ويحفظك ويقويَك، ويثبِّتك ويربِطَ على قلبك؛ لتكملَ المسير. ما يوفِّقك لأمرِ الطاعة إلا لأنه يحبك، وما يوفقك للتوبة إلا لأنه يريد أن يتوب عليك؛ لأنه يحبك. كنا نسمع منذ الصغر مقولةً قد لا يفهمُها البعضُ؛ بل قد لا يفهمها إلَّا من عاينها: "القلب الموصول بالله ساكنٌ وقور". أي سكونٍ هذا؟ أيُّ دنيا تجعلنا نتنازل ولو عن معنى واحدٍ من معاني القرب الحقيقية؟! أي حبل دون حبلِ الله يجذِبُنا إليه؟! أي هوان نعيش في البعد؟! بل أي عيش في الهوان؟! مَن أحسَّ بلذَّة القرب، هانت عليه الدنيا بأسرها، شعر أنه في وادٍ وجميعُ البشر في وادٍ آخرَ إلا مَن رحم ربي، ﴿ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾ [ص: 24]. هناك مؤثراتٌ خارجية، لا ننكر هذا، وهناك تعلُّقٌ لا إرادي، لا نُنكِره أيضًا؛ إنما نحن نتحدث الآن عن حياة أخرى تستطيع عيشَها وسط هذا الزِّحام النفسي والضغط العصبي؛ بل وجميع المُنغِّصات بكافة أشكالها، إنها "حياة القلوب". نعم، فالحياة الطيِّبة هي حياة القلوب، ليست فقط حياةَ وراحةَ الأبدان التي تَبِيد وتفنى مع مرور الزمان والمُتغيِّرات، إنها حياةُ الأرواح المُعلَّقة بخالقها: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]. دُمتُم في طاعة. للمزيد من مواضيعي
|
|
|
|