المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة


تآج الكبريآء
10-16-2022, 03:08 AM
•• النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة ••


أيها المسلم الكريم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أمته في الصلاة عن هيئات تشبه هيئات الحيوانات (أجلكم الله)؛ لأن الله تعالى شرَّف بني آدَم وكرَّمَهم في خلقِه لهم على أحسَن الهيئاتِ وأكملِها، كما قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

ولذلك قال عَبْد الرَّحْمَن بْنِ شِبْـلٍ رضي الله عنه، قَالَ: (( نَهَى رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَلَاثٍ: عَـنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَعَنْ فِرْشَةِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ الَّذِي يُصَلِّي فِيـهِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ ))[1].

ففي هذا الحديث أمرنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بمُخالفَة بعض الحيوانات في هيئاتِ الصَّلاة:
أولًا: (نَقرة الغرابِ): فقد نهى صلى الله عليه وسلم عنِ الصَّلاةِ السَّريعةِ غيرِ المطمئنَّةِ الَّتي لا يُؤدِّي فيها المصلِّي الصَّلاةَ بخُشوعٍ، فهو يركع بسرعة ويسجد بسرعة، بحيث لا يطمئن في ركوعه ولا في سجوده، فهو يرفع رأسه دون أن يطمئنَّ كما يفعل الطائر الذي يلقط الشيء الذي يأكله، فإنه يضع منقاره على الأرض ويأخذه بسرعة ثم يرفعه وهكذا، وهذا فيه عدم الاطمئنان في الصلاة، والعجلة فيها، والسرعة التي لا استقرار فيها ولا هدوء[2].

ثانيًا: (افتراشِ السبعِ): والسبع: هُوَ مَا يفتَرس الْحَيَوَانَ ويأكُله قهْرًا وقَسْرا، كالأسَد وَالنَّمِرِ والذِّئب ونحْوها[3]، ومعنى (افتراشِ السبعِ)؛ أي عندما يسجد المصلي يَبْسُط ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُود، ويجعلهما على الْأَرْض، بحيث يكون مرفقه وكفه على الأرض مثل افتراش الكلب، أو الذِّئْب، والصحيح أن يضع كفيه على الأرض ويرفع مرفقيه ويجافيهما عن جنبيه، هذا هو المشروع وهذه هي السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[4].

ولعل الحكمة في نهي المصلي عن (افتراشِ السبعِ)؛ أنه يشبه هيئة الكسلان، والكسل في الصلاة من صفات المنافقين؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142][5].

ثالثًا: (وأنْ يوطِّنَ الرجلُ المكانَ في المسجدِ كما يوطِّنُ البعيرُ): ومعنى ذلك كما قال ابن الأثير (رحمه الله): "مَعْناه أنَ يَأْلَفَ الرَّجُل مَكانا مَعْلوما مِنَ الْمَسْجِدِ مَخْصوصًا بِهِ يُصَلِّي فِيهِ، كالبَعير لَا يَأوِي مِنْ عَطَنٍ إِلَّا إِلَى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قَد أَوْطَنَهُ واتَّخَذه مُنَاخًا"[6].

فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى المصلي أن يتخذ لنفسه مكانًا معينًا من المسجد ثابتًا، لا يصلي إلا فيه، ولا يُغيِّرُه كأنَّه بَعيرٌ يَعرِفُ مَكانَ جُلوسِه لا يُغيِّرُه، والحكمة من هذا النهي أن العبادة في هذا المكان تصير طبعا وعادة له، فيفقد لذة العبادة وحلاوتها، وفيه شيء من الرياء والشهرة، فقد يصلي في هذا المكان ليقال: هذا مكان فلان، وقد يمنع غيره من الصلاة في هذا المكان، فيكون قد ظلم غيره ومنعه من حقه[7].

وهذا الحكم خاص بالمساجد، أما البيوت فلا بأس أن يتخذ الرجل مكانًا في بيته يصلي فيه، قال الإمام النووي (رحمه الله): "إنه لا بأس بملازمة الصلاة في موضع معين من البيت، وإنما جاء في الحديث النهي عن إيطان موضع من المسجد للخوف من الرياء ونحوه"[8]، ولا بأس بتخصيص مكان معين في المسجد للصلاة فيه في صلاة النافلة.

فجدِيرٌ بمَن أراد الخيرَ لنفسه، واتِّباع نبيِّه صلى الله عليه وسلم في صلاته، فليحذر في صلاته من نَقرةِ الغرابِ، وافتراشِ السبعِ، وأنْ يوطِّنَ الرجلُ المكانَ في المسجدِ كما يوطِّنُ البعيرُ.

نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

صمت~
10-16-2022, 03:26 AM
تسلمين

تبآهي!
10-16-2022, 03:27 AM
ماقصرتي

الجرح أرحم
10-30-2022, 04:57 PM
جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْتِ بــِطآعَة الله

اثـيـر
10-30-2022, 08:44 PM
جزاك الله خير

المنى
11-08-2022, 11:53 PM
جزاك الله خير

تآج الكبريآء
11-17-2022, 03:38 AM
منوريني

بآفآريآ
12-02-2022, 01:41 AM
تسلميين

تآج الكبريآء
12-06-2022, 02:58 AM
منوريني

سيدة الورد
12-10-2022, 06:40 PM
جزاك الله خير




https://al8loob.com/vb/images/smilies/200%20(13).gif