المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأديب الصبيان على خلق الأدب مع الله


العهود
11-30-2021, 09:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأديب الصبيان على خلق الأدب مع الله


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن من الظواهر السيئة المنتشرة في زماننا ضعف خلق الأدب مع الله لدى الصبيان والبنات وهذا ظاهر جدا في تقصيرهم في العبادات الشرعية والأخلاق الدينية والتعامل مع الصالحين وغير ذلك.

ولهذا الخلق السيء مشاهد في واقعنا:
المشهد الأول: كثير من الصبيان يتساهلون في شرط الطهارة فتراهم يصلون في المدارس والمساجد بلا وضوء ويتظاهرون بالطهارة أمام أوليائهم.
المشهد الثاني: كثير من الصبيان يأتون للصلاة متأخرين وإذا دخلوا المسجد اشتغلوا باللعب ولا يدخلون مع الإمام إلا إذا ركع ومنهم من يلعب وراء المصلين فإذا أوشكت الصلاة على الإنتهاء دخل معهم وتظاهر أنه صلاها كاملة مع الجماعة ومنهم من يتحدث ويضحك مع صاحبه إذا كان في الصلاة.
المشهد الثالث: بعض الصبيان ينشغلون ويضحكون أثناء قراءة القرآن واستماعه ولا يلزمون الأدب الشرعي في الاستماع والإنصات لكلام الله وإذا أخطأ أحد الطلاب ضحكوا عليه وتندروا به وإذا مرت كلمة غريبة ضحكوا وهذا من سوء الأدب والجفاء مع أشرف كلام في الوجود.
المشهد الرابع: استخفافهم واستهزائهم بمظاهر الصلاح وزي الصالحين فإذا شاهدوا رجلا ملتزما بإعفاء اللحية وتقصير الثوب سخروا منه ووصفوه بالألقاب السيئة وحكوا فيه النكت والله المستعان.
المشهد الخامس: بعض الصبيان والبنات لا يعظمون الأذان فتراهم يرفعون صوت الأغاني والمنكرات أثناء قيام المؤذن بالأذان ولا يقيمون وزنا لنداء الرحمن.
المشهد السادس: كثير من الأولاد يسب المسلمين ويلعنهم ويطردهم من رحمة الله لأتفه الأسباب واللعن والفحش يجري على لسانه كشرب الماء.
المشهد السابع: امتهان المصاحف وكلام الله في الكتب المحترمة بإلقائها والعبث بها في الممرات داخل المدارس وخارجها بعد الفراغ من الإختبارات.

وهذه التصرفات تظهر من الصبي والفتاة لضعف أدبه الشرعي وتقصير ولي أمره في تربيته ولو كان تلقى عنه الأدب الشرعي ونشأ على احترام الله وتوقيره وتعظيمه لما صدر تلكم التصرفات منه.

إن هذا الخطأ الجسيم يشترك في مسؤليته كل من له ولاية على الأولاد من الأسرة والمدرسة وإن كان المسؤول الأول هو الوالد ولو أن الصبي شاهد أباه وأمه منذ الصغر وهما يعظمان الله ويوقرانه ولا يصدر منهما قول أو فعل يسيئ لله لأصبح الولد متأدبا مع الله ومعظما لشعائره ومراعيا لحقوقه وحريصا على طاعته. وكثير من الآباء الصالحين يهمل هذا الجانب عند أولاده اعتمادا على دور المدرسة والمسجد فيضيع الولد وتصبح هويته مهزوزة وقاعدته هشة.

إن تساهلنا الشديد في تربية الطفل على تعظيم الله وإجلاله له آثار سيئة على الصغير في المستقبل وينشأ لنا جيلا مستهترا في ذات الله جريئا على حرمات الله مضيعا لحقوق الله متقبلا لمظاهر الإلحاد وهذا شاهد للعيان في بعض المجتمعات التي يسمع فيها والعياذ بالله سب الله علانية وسب الدين في البيوت والأسواق والأعمال وتقام فيها الحفلات العلنية وأصوات المساجد تصدح بالقرآن من غير نكير مع أنها تنتسب للإسلام وهذه نتيجة حتمية لكل مجتمع تساهل في تربية أولاده وبناته على الأدب مع الله ولهذا قال العالم المربي ابن القيم: (من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم).

إنه من المؤسف أن تجد بعض أولياء الأمور يربي ولده وابنته على عادات قومه وتقاليدهم ويشدد عليهم في الوقت الذي يتساهل معهم في تعظيم الله وتوقيره والأدب مع الله وهذا من قلة البصيرة والجفاء والجهل. وهناك طائفة أخرى من المسلمين يعتنون أشد العناية في تربية أبنائهم على الأخلاق الدنيوية واكتساب العلوم العصرية ويقصرون جدا في غرس تعظيم الله وإجلاله واحترامه كما جاء في الشرع في شخصية أبنائهم وذلك لتعلقهم بالدنيا وافتتانهم بثقافة الغرب.

إن الشارع الحكيم اعتنى بهذا الخلق العظيم قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ). وقال تعالى: (مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً). وأمرنا وأوصانا بأن نربي أولادنا على الأدب مع الله وتعظيمه ولذلك أوصى لقمان الحكيم ابنه بتعظيم الله ومراقبته فقال: (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أوفي السموات أوفي الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير). وأوصى إبراهيم عليه السلام بنيه بالتوحيد قال تعالى: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن لله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون). وقد اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم في توجيه الصبيان إلى هذا الخلق العظيم كما قال لإبن عباس: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف). رواه الترمذي. ولهذا أرشد أمته إلى تأديب الصبيان على أمر الصلاة ومعاقبتهم على تركها لتعظيم حق الله فقال: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر). رواه أبو داود والترمذي. وكان صلى الله عليه وسلم يؤدب الصبيان على تعظيم الله عند الأكل كما في حديث عمرو بن سلمة ويربيهم على الورع عن المحرمات كما في حديث الحسن لما أكل تمرة من الصدقة.

وقد كان السلف الصالح يربون صبيانهم على توحيد الله وتعظيمه قال سهل بن عبد الله التستري: كنت وأنا ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما ألا تذكر الله الذي خلقك فقلت كيف أذكره فقال بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي الله ناظري الله شاهدي فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال قل كل ليلة سبع مرات فقلت ثم أعلمته فقال قل كل ليلة إحدى عشر مرة فقلته فوقع حلاوته في قلبي فلما كان بعد سنة قال لي خالي احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك ثم قال لي خالي يوماً يا سهيل من كان الله معه وناظراً إليه وشاهده أيعصيه إياك والمعصية فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى المدينة فمضيت إلى الكتاب فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة.

لحن الوفا
11-30-2021, 09:42 PM
سلمت يدـآك
وأجزل الله عليك من عظيم عطآيآه

كل ـالشكر وـآالتقدير ـاإقدمهآ لك

احساس خجولة
11-30-2021, 09:54 PM
شكرا لك على الموضوع الجميل
جزاك الله خيرا

سيدة الورد
11-30-2021, 10:05 PM
أسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ

رقة انثى
12-01-2021, 09:44 PM
شكرا لك ع النقـــــل الرائع والمميز

فنتآستكـ
12-01-2021, 10:06 PM
سلمت يداك على الطرح الطيب
لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيه

مشآعر
12-01-2021, 10:21 PM
شكرا ع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك